قبيل ثلاث عقود على وجه التقريب ، كان في اعتقاد الكثير من المسلمين أن في بيت المقدس صخرة معلقة في الهواء ، يعلوها ميزان ومقص ، كانت هذه الفكرة منتشرة بين أوساط العامة والخاصة إبان تلك الفترة ، واليوم وبمناسبة الانتفاضة المباركة ، وجدت أن بعض المسلمين ما يزال متعلقا بها ، لم أجدها لدى بعض جهلة المسلمين ، ولكن في أوساط متعلمين ، وفي مجتمعنا الذي نعيش فيه ، أحد هؤلاء من طلاب كلية المعلمين بالمدينة المنورة ، وربما يوجد آخرون في الكلية أو خارجها ، لديهم مثل هذا التفكير الساذج وفي عصر الإنترنت والقنوات الفضائية ، وهذا ما يزيد الدهشة والاستغراب00!!؟؟
قد يقول قائل ومن أين أتت هذه الأفكار الخرافية والتي لا تمت إلى الواقع بصلة ،من الأشياء التي أكاد لا أنساها ، وقد يذكرها سكان مكة المكرمة والمدينة المنورة على وجه الخصوص ، حيث كانت تباع في الأسواق وخلال موسم الحج قبيل عقود مطبوعات عليها رسومات يدوية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف والمسجد الأقصى ، وكان بعضها يحتوي على رسومات للصخرة المعلقة فوق بيت المقدس وعليها مقص وميزان ، وبطبيعة الحال فإن هذه الأفكار رسخت في أذهان العديد من المسلمين باعتبارها قضية مسلم بها ، ولم يبذل أي جهد لتوضيح الحقيقة ، ولذلك كانت بقاياها موجودة إلى يومنا هذا00!!
ومن العجيب أيضا أن العديد من مثقفي ومتعلمي المسلمين المعاصرين ، وبل ومن أهل القلم والفكر ، وبعض المطبوعات الإسلامية ، هؤلاء جميعهم لا يفرقون بين المسجد الأقصى وبين قبة الصخرة ، ومن الأعجب من ذلك كله أن أغلبية سكان هذه البلاد والمتعاملون بأوراقها النقدية عموما ، وبالورقة ذات الخمسين ريالا ، لا يعرفون ما ذا تعني الصورتان المرسومتان على وجهيها ، ولن أفصل في ذلك كي يحاول كل قارئ يقرأ هذه السطور بالعودة إلى الخمسين ريالا ليتعرف على ماهية الصورتين المذكورتين ، ومن ثم يتبرع بها لصالح المسجد الأقصى وأهله المجاهدين 00!!
هنا ومن خلال هذه الزاوية ، وباعتبار أن الصورتين الموجدتين على فئة الخمسين ريالا ذات علاقة مباشرة بقبة الصخرة ، والمسجد الأقصى ، فإنني أطالب بحملة تبرعات ترتبط بهذه الفئة ، لعل الله أن يفرج عن إخواننا المجاهدين الصابرين ، وكما يعرف الجميع ، فقد مضت خمسون عاما على قضية فلسطين ، ولم تجد حتى اليوم الحل العادل والشامل الحقيقيين ، والله غالب على أمره 00!